هل يوجد حب عن طريق النت؟!!
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هل يوجد حب عن طريق النت؟!!
هل يوجد حب عن طريق النت؟!!
وجدت نفسي مجبراعلى انتقاء هذا الموضوع *منقول مع بعض التعديل*
وكلي أمل أن يفيدكم...
الحقيقة تحتم علي أن أكونَ واضحًا معكم إلى الحد الذي قد يكونُ مؤلمًا للبعض، فعند عقد علاقةٍ بين شابٍ وفتاةٍ على الإنترنت يكونان غير مدركين لحقيقة أن هناك مسافةً تفصلُ بينَ حقيقة كل منهما على أرض الواقع، والصورة التي تتشكلُ في ذهن كل منهما عن الآخر من خلال الاتصال عبر الإنترنت، وهذه المسافة قد تكونُ بسيطةً وقد تكونُ كبيرةً وهيَ كبيرةٌ في الغالب!
فعندما يتعرفُ شابٌ وفتاةٌ على الإنترنت فإن الأقرب للحدوث هو أن يظهرَ كل منهما نفسه في أفضل الصور وأكثرها جاذبيةً واستحسانًا، فالشاب الذي يبحث عن فتاة الأحلام على الإنترنت عادةً ما يريد منها أن تكونَ مخلصةً ومتفهمةً وجميلةً، وأما البنت فإنها تريد الشاب الجاد الصادقَ والحنون،
وأما ما ينساه كل منهما فهو أن عالم الاتصال من خلال الإنترنت هو عالم من النقاء الأسطوري الحالم، حيث تتقابلُ شخوصٌ جميلةٌ رائعةٌ حالمةٌ ولكنها وهمية إلى حد كبير، إنه عالم ينسينا دائمًا أنه عالم افتراضي في الأساس، وسوف أطلب منك أنت نفسك أنت تسأل نفسك كم مرةً اضطررت للكذب على ذلك الشاب؟ أو على تلك الفتاه ؟ وأنا أقصد هنا الكذب الذي لا تدري أنه كذب أو لا تحسبه كذبًا، مثلاً كم مرةً قلت له أن الجهاز هو الذي عطل اتصالكما بينما الحقيقة شيء آخر، ربما ذهابك للحمام مثلاً!
كم مرةً انشغلت عن الشات معه أو معها بردك على مكالمة هاتفية، ولم تخبره بالسبب الحقيقي، كل هذا ولن أسألك عن الكذب فيما يتعلق بالأشياء التي تخص شخصك وكينونتك، صدقوني يا أعزائي إن أمر الكذب من ناحية ذلك الشاب واردٌ إلى حد أنهُ قد يكونُ امرأةً لا رجلاً!! وقد يكونُ عجوزًا في الخمسين من عمره، وقد يكونُ متزوجًا وهكذا، ليسَ هناك ما يمنع أي مستخدم للإنترنت من أن يختار لنفسه الهوية التي يحبها في وقت ما ومع شخص ما،
واعلموا أن عالم النقاء الأسطوري الجميل الحالم على الإنترنت هو عالمٌ مؤقتٌ بالتأكيد، فعندما تصل علاقتك بذلك الشاب إلى أرض الواقع فإن المستور سينكشفُ بالتدريج وربما بالجملة، وستظهر العيوب الإنسانية تباعًا، لأن الحياة الواقعية تختلف عن الإنترنت كما تعرفين.
وأصل الآن إلى ما كتبه الدكتور أحمد عبد الله من واقع خبرته الطويلة مع مشكلات ضحايا الشات والعلاقات على الإنترنت أورد فيه بعض الألعاب النفسية التي يمارسها جميعًا على الإنترنت وسوف أورد لك جزءًا منها هنا، لكي تكوني على وعي بالحقيقة، ولكي أكونَ قد قمت بواجبي تجاهكم وأجري على الله.
يقول أحمد عبد الله: إننا نلعب على الشبكة ألعابًا مختلفة سواء ندري بها أو لا ندري، وظهر لي منها:
01- لعبة الكذب: وهي أسهل الألعاب على الإطلاق، وأكثرها بدائية، وغالباً ما نبدأ بها، والغرض الأساسي يكون أن نلفت الأنظار بشيء جذاب، ولذلك نضع صوراً أجمل، ومعلومات مشوقة، أو نخفي تفاصيل مهمة نشعر أنها تخل بالصورة الجذابة التي نحاول أن نرسمها لأنفسنا، وقد يحدث الكذب بوعي، وهذا معروف ويسهل التراجع عنه من قبل صاحبه، أو كشفه من الطرف الآخر بصورة أو أخرى، ولكن الخطر الأكبر يكون في الكذب الذي نمارسه دون وعي في كلمة هنا، أو لفظة هناك، فنكذب في مدح الطرف الآخر بما ليس فيه، أو نغفل التطرق إلى عيب فادح قد يظهر منه، وقد نتغاضى عن أشياء كثيرة لا نتغاضى عنها في التفاعل الحي بين الناس، ويحدث هذا من أجل عيون استمرار التواصل والاتصال الذي يخلق نوعاً من الإدمان والشعور بالاحتياج المستمر لجرعة متجددة من هذا الإكسير السحري، وبدونه -أي هذا الإكسير- وبدون رسالة أو أكثر كل يوم، وبدون الشات –عند البعض– يشعر الإنسان أن شيئاً ما ينقصه.
02- لعبة الصدق الكاذب: وهي أخطر وأعقد من لعبة الكذب، وفيها قد يبدأ الإنسان بالبوح عن نفسه وعن حياته، وعرض آرائه في الشئون المختلفة، وقد يبدأ في الحديث عن عيوبه الجسدية أو النفسية، ولكن يحدث هذا كله بأسلوب مثير للإعجاب، وأحياناً للشفقة، وأحياناً لهما معاً، وخطورة الصدق هنا أنه كذب، ولكنه من طراز فريد وشديد المراوغة، وصعب الكشف والاكتشاف، ففي حين يكون الكذب الواعي بدائيًّا، والكذب غير الواعي خفيًا، فإن الصدق هنا يكون جزئيًّا، وهنا تكمن المفارقة، كيف يحدث هذا؟!! دعوني أحاول الشرح:
إن لدى كل إنسان آليات نفسية دفاعية تحميه من أن يتعرى فيكشف نفسه أمام الآخرين بعوراته ونقائصه، وحين يختار الإنسان أن يقيم علاقة مستخدمًا الأداة العنكبوتية فهو يدرك مسبقًا أن الطرف الأخر لن يعرف عنه إلا ما يوفره هو له من معلومات عن نفسه.
ولعبة الصدق تتضمن إغفال أو تهميش التفاصيل غير المستحبة في مقابل إبراز التفاصيل المثيرة للإعجاب أو الرثاء أو الشهوة أحيانًا، ويتضمن الصدق الكاذب هنا نوعًا من إعادة ترتيب الأفكار والأحداث أو النظر إليها على نحو يبرز تميز الذات، ولو بتوجيه بعض النقد الخفيف أو غير الحقيقي لها بديلاً عن ذكر العورات الحقيقية، والثغرات الأكبر والأهم.
وكذب هذا النوع من الصدق يتمثل في إعادة ترتيب المفردات الواقعية، وإعطائها من الألوان والظلال ما يجعلها إجمالاً أبهى بكثير من الحقيقة، رغم ما قد يبدو فيها من مساحات ضعف أو انتقاد للذات أحياناً، لأنه ضعف وانتقاد محسوب بعناية لإسباغ البراءة على ملامح الأبطال في تلك الرواية الإليكترونية العجيبة، وبدلاً من التلاعب بالضوء والظل، واللون والزوايا في الصورة الفوتوغرافية فإن رسم الصورة نفسها بالريشة والأصباغ، أو الكلمات والتعبيرات يجعلها زاهية وباهرة، وأكثر تأثيراً في النفس، وأكثر بعدا عن الحقيقة.
03- لعبة التقمص: وهي مختلفة عما سبق، وغير منفصلة عنه في الوقت ذاته، لأن الواحد منا يضع لنفسه مثالاً يريد أن يكونه في المستقبل، أو يعجز أن يكونه في الحاضر، ولكن تقمص هذا المثال ممكن جدًّا في الاتصال الإليكتروني، كأن تتقمص أستاذة جامعية دور فتاة في العشرينيات، وأن هذا التقمص يشعرها بسعادة شديدة، ونوع من الترويح أو التسرية عن الذات.
والتقمص فيه بعض الكذب طبعًا، ولكنه كذب منهجي محسوب أو مبرمج على مقاس مثال موجود في الذهن فعلاً، وقد تجدون امرأة لديها بعض المواهب في الطبخ أو الكتابة تتقمص دور مديرة الطهاة في أشهر المطاعم، أو تتقمص الأخرى دور الفيلسوفة التي لم تلد مثلها النساء، وتبدأ في التنظير لكل شيء من الإبرة إلى الصاروخ، أو من الجرة إلى المجرة، وهؤلاء جميعاً بدلاً من السعي الحثيث لتحقيق المثال فإنهم يتقمصونه.
والحقيقة أن الحوار الذي يدور على الإنترنت إنما يجري فعلاً بين هذه المحاولات أو الشخصيات المتقمصة منزوعة التشويش والألم والتداخل، منزوعة الكوابح والإعاقات الإنسانية الفعلية، فالإنسان المتحفظ، الخجول، غير الاجتماعي، ثقيل الظل، العاجز جنسيًّا أو نفسيًّا عن إقامة علاقة مستمرة وناجحة مع شريك واقعي بكل ما تحمله هذه العلاقة من تكاليف، وما تمليه من واجبات وحقوق، وما يترتب عليها من تبعات، هذا الإنسان يكون عذبًا رقراقًا، وجدولاً صافيًا، وخطيبًا مفوهًا، وشجاعًا لا يهاب ولا يتردد، ولطيفًا حلو المعشر، وسريع النكتة، وعلاوة على ذلك دونجوانًا رقيقًا، وفحلاً قادرًا، وكل ما يتمناه، وكل ما يحلم أن يكونه، ويعجز عن إنجازه في واقعه الفعلي.
والمرأة الفاترة النكدة، حادة الطبع، سريعة الغضب، قليلة في الخلقة والخلق تكون حارة وضحوكة، لينة الجانب، ورائعة في كل شيء.
والتقمص هو ذروة تبلور مركب الصدق/ الكذب الذي حاولت شرحه لك هنا، ففيه من الصدق أنه قد يحتوي على أشياء حقيقية قد تكون موجودة في الشخص، ولكن بقدر أقل بكثير مما يبدو في الصورة التي تظهر، أو المثال الذي يحاوله، وفيه من الكذب أنه ليس الواقع كله، بدرجات تختلف من شخص لأخر، فقد تكون في هذه الأستاذة الجامعية روح شابة تحب التجدد، وربما التمرد، ولا تحصل على فرصة لاستثمار هذه النزعة التي يمكن أن تكون إيجابية، وقد تكون في الأخرى بدايات كتابة جيدة تحتاج إلى رعاية وتطوير، وقد يكون في صاحبنا ثقيل الظل مواهب أخرى فيها بعض الشبه من المثال الذي يطمح إلى أن يكونه، وبدلاً من الصبر على مسار التطوير يتم القفز إلى مساحة التقمص، وبدلاً من العلاقة المركبة بين إنسان وإنسان تجري العلاقة بين كائنات مصنوعة أو مصطنعة كل علاقتها بالبشر أن البعض يتقمصها!!
04-لعبة التمويه والخلط: هل يمكن أن نعترف بأننا نكذب أو نتقمص؟! هل يمكن أن نكشف الأقنعة أو نتعرى حقيقة؟! هل يمكن أن نعلن عن الكذب الكاذب أو الصدق الكاذب، ونستبدل الصدق الصادق بهذا وذاك؟ وبمعنى أدق هل يمكن أن تعترفي لنفسك أنك كنت معجبةً بهذا الكائن الخرافي رقيق الصوت، حلو الصورة؟! وهل يمكن أن يعترف كل من يتورط في هذه المغامرة بأنه دخلها مدفوعًا بأحلام ورغبات، وهزائم وإحباطات، وحنين جارف لكلمة إعجاب أو تشجيع، وإنعاش نفسه التي أصابها الركود؟!! هل نعترف أنها مجرد محاولة لمقاومة الرتابة والملل؟! هل يمكن أن نصارح أنفسنا بأننا لم نعد قادرين على التواصل مع من حولنا في الواقع –لسبب أو لآخر- على النحو الذي يملأ جوانحنا بالأمل والرضا عن النفس وعن الحياة، وأصبحنا نحتاج إلى مدد نلتمسه في هذا المصدر الإليكتروني؟!
05- لعبة التمرير: قد يشعر كل طرف بضعف الآخر واحتياجه لهذا النوع من العلاقة الإليكترونية، وبدلاً من أن يرحم ضعفه ويبتعد نراه يتوغل ويضغط أكثر. المرأة التي تشعر بالوحدة هي صيد سهل مثل الرجل المفتقد للحب أو الاهتمام أو الدعم النفسي، يلتقيان في الفضاء الإليكتروني فيحكي هذا، ويروي ذاك، وبدلاً من أن يكون اللقاء لخير الناس، ووجه الله، يكون العمل كله من أجل إرضاء الطرف الأخر، وحرصًا على استمرار العلاقة وتطورها، ويكون الكلام كله مسددًا إلى قلب الطرف الآخر ومشاعره، إلى عقله وروحه بتركيز فيأسره أو بالأحرى قد يصرعه، فهل هذا هو مقصد الأخوة؟!
والألعاب التي تحدثت عنها وغيرها لا تخفى على الأذكياء، ولكنهم يمررونها ويتغافلون عن تفاصيلها تلك لتستمر الكلمات المتبادلة المليئة بالتشجيع والإعجاب، والأخوة "الزائفة"،
وأمام الذات يحدث نفس الشيء، فآليات التبرير والتمرير تفعل فعلها في تجاوز الإشارات الحمراء، ولافتات تجاوز السرعة، وتتكفل بإسكات صوت الضمير، أو تجاهل صيحات الواقفين على جانبي الطريق، ولا يسمع الإنسان عندئذ إلا صوت داخله المخمور بلذة التواصل، وحالة النشوة التي يعيشها تحت تأثير المخدر، وطعم الإشباع الكاذب المؤقت البديل عن الواقعي المفتقد، تنقلب أمام عينيه الحقائق، وتصيبه دفاعًا عن تصرفاته نوبة من جنون التبرير، ووهم القدرة والسيطرة فيهتف:"كل شيء تحت التحكم" يظن نفسه يدير التجربة باقتدار، بينما التجربة هي التي تديره فتقلبه وتعيده، وتخفضه وترفعه، وتلعب بمشاعره ومزاجه، وهو لا يرى هذا أو ذاك إنما يشعر بقوة غير عادية، وسيطرة زائدة عن الطبيعي، وهكذا تماماً يفعل الحشيش.
وجدت نفسي مجبراعلى انتقاء هذا الموضوع *منقول مع بعض التعديل*
وكلي أمل أن يفيدكم...
الحقيقة تحتم علي أن أكونَ واضحًا معكم إلى الحد الذي قد يكونُ مؤلمًا للبعض، فعند عقد علاقةٍ بين شابٍ وفتاةٍ على الإنترنت يكونان غير مدركين لحقيقة أن هناك مسافةً تفصلُ بينَ حقيقة كل منهما على أرض الواقع، والصورة التي تتشكلُ في ذهن كل منهما عن الآخر من خلال الاتصال عبر الإنترنت، وهذه المسافة قد تكونُ بسيطةً وقد تكونُ كبيرةً وهيَ كبيرةٌ في الغالب!
فعندما يتعرفُ شابٌ وفتاةٌ على الإنترنت فإن الأقرب للحدوث هو أن يظهرَ كل منهما نفسه في أفضل الصور وأكثرها جاذبيةً واستحسانًا، فالشاب الذي يبحث عن فتاة الأحلام على الإنترنت عادةً ما يريد منها أن تكونَ مخلصةً ومتفهمةً وجميلةً، وأما البنت فإنها تريد الشاب الجاد الصادقَ والحنون،
وأما ما ينساه كل منهما فهو أن عالم الاتصال من خلال الإنترنت هو عالم من النقاء الأسطوري الحالم، حيث تتقابلُ شخوصٌ جميلةٌ رائعةٌ حالمةٌ ولكنها وهمية إلى حد كبير، إنه عالم ينسينا دائمًا أنه عالم افتراضي في الأساس، وسوف أطلب منك أنت نفسك أنت تسأل نفسك كم مرةً اضطررت للكذب على ذلك الشاب؟ أو على تلك الفتاه ؟ وأنا أقصد هنا الكذب الذي لا تدري أنه كذب أو لا تحسبه كذبًا، مثلاً كم مرةً قلت له أن الجهاز هو الذي عطل اتصالكما بينما الحقيقة شيء آخر، ربما ذهابك للحمام مثلاً!
كم مرةً انشغلت عن الشات معه أو معها بردك على مكالمة هاتفية، ولم تخبره بالسبب الحقيقي، كل هذا ولن أسألك عن الكذب فيما يتعلق بالأشياء التي تخص شخصك وكينونتك، صدقوني يا أعزائي إن أمر الكذب من ناحية ذلك الشاب واردٌ إلى حد أنهُ قد يكونُ امرأةً لا رجلاً!! وقد يكونُ عجوزًا في الخمسين من عمره، وقد يكونُ متزوجًا وهكذا، ليسَ هناك ما يمنع أي مستخدم للإنترنت من أن يختار لنفسه الهوية التي يحبها في وقت ما ومع شخص ما،
واعلموا أن عالم النقاء الأسطوري الجميل الحالم على الإنترنت هو عالمٌ مؤقتٌ بالتأكيد، فعندما تصل علاقتك بذلك الشاب إلى أرض الواقع فإن المستور سينكشفُ بالتدريج وربما بالجملة، وستظهر العيوب الإنسانية تباعًا، لأن الحياة الواقعية تختلف عن الإنترنت كما تعرفين.
وأصل الآن إلى ما كتبه الدكتور أحمد عبد الله من واقع خبرته الطويلة مع مشكلات ضحايا الشات والعلاقات على الإنترنت أورد فيه بعض الألعاب النفسية التي يمارسها جميعًا على الإنترنت وسوف أورد لك جزءًا منها هنا، لكي تكوني على وعي بالحقيقة، ولكي أكونَ قد قمت بواجبي تجاهكم وأجري على الله.
يقول أحمد عبد الله: إننا نلعب على الشبكة ألعابًا مختلفة سواء ندري بها أو لا ندري، وظهر لي منها:
01- لعبة الكذب: وهي أسهل الألعاب على الإطلاق، وأكثرها بدائية، وغالباً ما نبدأ بها، والغرض الأساسي يكون أن نلفت الأنظار بشيء جذاب، ولذلك نضع صوراً أجمل، ومعلومات مشوقة، أو نخفي تفاصيل مهمة نشعر أنها تخل بالصورة الجذابة التي نحاول أن نرسمها لأنفسنا، وقد يحدث الكذب بوعي، وهذا معروف ويسهل التراجع عنه من قبل صاحبه، أو كشفه من الطرف الآخر بصورة أو أخرى، ولكن الخطر الأكبر يكون في الكذب الذي نمارسه دون وعي في كلمة هنا، أو لفظة هناك، فنكذب في مدح الطرف الآخر بما ليس فيه، أو نغفل التطرق إلى عيب فادح قد يظهر منه، وقد نتغاضى عن أشياء كثيرة لا نتغاضى عنها في التفاعل الحي بين الناس، ويحدث هذا من أجل عيون استمرار التواصل والاتصال الذي يخلق نوعاً من الإدمان والشعور بالاحتياج المستمر لجرعة متجددة من هذا الإكسير السحري، وبدونه -أي هذا الإكسير- وبدون رسالة أو أكثر كل يوم، وبدون الشات –عند البعض– يشعر الإنسان أن شيئاً ما ينقصه.
02- لعبة الصدق الكاذب: وهي أخطر وأعقد من لعبة الكذب، وفيها قد يبدأ الإنسان بالبوح عن نفسه وعن حياته، وعرض آرائه في الشئون المختلفة، وقد يبدأ في الحديث عن عيوبه الجسدية أو النفسية، ولكن يحدث هذا كله بأسلوب مثير للإعجاب، وأحياناً للشفقة، وأحياناً لهما معاً، وخطورة الصدق هنا أنه كذب، ولكنه من طراز فريد وشديد المراوغة، وصعب الكشف والاكتشاف، ففي حين يكون الكذب الواعي بدائيًّا، والكذب غير الواعي خفيًا، فإن الصدق هنا يكون جزئيًّا، وهنا تكمن المفارقة، كيف يحدث هذا؟!! دعوني أحاول الشرح:
إن لدى كل إنسان آليات نفسية دفاعية تحميه من أن يتعرى فيكشف نفسه أمام الآخرين بعوراته ونقائصه، وحين يختار الإنسان أن يقيم علاقة مستخدمًا الأداة العنكبوتية فهو يدرك مسبقًا أن الطرف الأخر لن يعرف عنه إلا ما يوفره هو له من معلومات عن نفسه.
ولعبة الصدق تتضمن إغفال أو تهميش التفاصيل غير المستحبة في مقابل إبراز التفاصيل المثيرة للإعجاب أو الرثاء أو الشهوة أحيانًا، ويتضمن الصدق الكاذب هنا نوعًا من إعادة ترتيب الأفكار والأحداث أو النظر إليها على نحو يبرز تميز الذات، ولو بتوجيه بعض النقد الخفيف أو غير الحقيقي لها بديلاً عن ذكر العورات الحقيقية، والثغرات الأكبر والأهم.
وكذب هذا النوع من الصدق يتمثل في إعادة ترتيب المفردات الواقعية، وإعطائها من الألوان والظلال ما يجعلها إجمالاً أبهى بكثير من الحقيقة، رغم ما قد يبدو فيها من مساحات ضعف أو انتقاد للذات أحياناً، لأنه ضعف وانتقاد محسوب بعناية لإسباغ البراءة على ملامح الأبطال في تلك الرواية الإليكترونية العجيبة، وبدلاً من التلاعب بالضوء والظل، واللون والزوايا في الصورة الفوتوغرافية فإن رسم الصورة نفسها بالريشة والأصباغ، أو الكلمات والتعبيرات يجعلها زاهية وباهرة، وأكثر تأثيراً في النفس، وأكثر بعدا عن الحقيقة.
03- لعبة التقمص: وهي مختلفة عما سبق، وغير منفصلة عنه في الوقت ذاته، لأن الواحد منا يضع لنفسه مثالاً يريد أن يكونه في المستقبل، أو يعجز أن يكونه في الحاضر، ولكن تقمص هذا المثال ممكن جدًّا في الاتصال الإليكتروني، كأن تتقمص أستاذة جامعية دور فتاة في العشرينيات، وأن هذا التقمص يشعرها بسعادة شديدة، ونوع من الترويح أو التسرية عن الذات.
والتقمص فيه بعض الكذب طبعًا، ولكنه كذب منهجي محسوب أو مبرمج على مقاس مثال موجود في الذهن فعلاً، وقد تجدون امرأة لديها بعض المواهب في الطبخ أو الكتابة تتقمص دور مديرة الطهاة في أشهر المطاعم، أو تتقمص الأخرى دور الفيلسوفة التي لم تلد مثلها النساء، وتبدأ في التنظير لكل شيء من الإبرة إلى الصاروخ، أو من الجرة إلى المجرة، وهؤلاء جميعاً بدلاً من السعي الحثيث لتحقيق المثال فإنهم يتقمصونه.
والحقيقة أن الحوار الذي يدور على الإنترنت إنما يجري فعلاً بين هذه المحاولات أو الشخصيات المتقمصة منزوعة التشويش والألم والتداخل، منزوعة الكوابح والإعاقات الإنسانية الفعلية، فالإنسان المتحفظ، الخجول، غير الاجتماعي، ثقيل الظل، العاجز جنسيًّا أو نفسيًّا عن إقامة علاقة مستمرة وناجحة مع شريك واقعي بكل ما تحمله هذه العلاقة من تكاليف، وما تمليه من واجبات وحقوق، وما يترتب عليها من تبعات، هذا الإنسان يكون عذبًا رقراقًا، وجدولاً صافيًا، وخطيبًا مفوهًا، وشجاعًا لا يهاب ولا يتردد، ولطيفًا حلو المعشر، وسريع النكتة، وعلاوة على ذلك دونجوانًا رقيقًا، وفحلاً قادرًا، وكل ما يتمناه، وكل ما يحلم أن يكونه، ويعجز عن إنجازه في واقعه الفعلي.
والمرأة الفاترة النكدة، حادة الطبع، سريعة الغضب، قليلة في الخلقة والخلق تكون حارة وضحوكة، لينة الجانب، ورائعة في كل شيء.
والتقمص هو ذروة تبلور مركب الصدق/ الكذب الذي حاولت شرحه لك هنا، ففيه من الصدق أنه قد يحتوي على أشياء حقيقية قد تكون موجودة في الشخص، ولكن بقدر أقل بكثير مما يبدو في الصورة التي تظهر، أو المثال الذي يحاوله، وفيه من الكذب أنه ليس الواقع كله، بدرجات تختلف من شخص لأخر، فقد تكون في هذه الأستاذة الجامعية روح شابة تحب التجدد، وربما التمرد، ولا تحصل على فرصة لاستثمار هذه النزعة التي يمكن أن تكون إيجابية، وقد تكون في الأخرى بدايات كتابة جيدة تحتاج إلى رعاية وتطوير، وقد يكون في صاحبنا ثقيل الظل مواهب أخرى فيها بعض الشبه من المثال الذي يطمح إلى أن يكونه، وبدلاً من الصبر على مسار التطوير يتم القفز إلى مساحة التقمص، وبدلاً من العلاقة المركبة بين إنسان وإنسان تجري العلاقة بين كائنات مصنوعة أو مصطنعة كل علاقتها بالبشر أن البعض يتقمصها!!
04-لعبة التمويه والخلط: هل يمكن أن نعترف بأننا نكذب أو نتقمص؟! هل يمكن أن نكشف الأقنعة أو نتعرى حقيقة؟! هل يمكن أن نعلن عن الكذب الكاذب أو الصدق الكاذب، ونستبدل الصدق الصادق بهذا وذاك؟ وبمعنى أدق هل يمكن أن تعترفي لنفسك أنك كنت معجبةً بهذا الكائن الخرافي رقيق الصوت، حلو الصورة؟! وهل يمكن أن يعترف كل من يتورط في هذه المغامرة بأنه دخلها مدفوعًا بأحلام ورغبات، وهزائم وإحباطات، وحنين جارف لكلمة إعجاب أو تشجيع، وإنعاش نفسه التي أصابها الركود؟!! هل نعترف أنها مجرد محاولة لمقاومة الرتابة والملل؟! هل يمكن أن نصارح أنفسنا بأننا لم نعد قادرين على التواصل مع من حولنا في الواقع –لسبب أو لآخر- على النحو الذي يملأ جوانحنا بالأمل والرضا عن النفس وعن الحياة، وأصبحنا نحتاج إلى مدد نلتمسه في هذا المصدر الإليكتروني؟!
05- لعبة التمرير: قد يشعر كل طرف بضعف الآخر واحتياجه لهذا النوع من العلاقة الإليكترونية، وبدلاً من أن يرحم ضعفه ويبتعد نراه يتوغل ويضغط أكثر. المرأة التي تشعر بالوحدة هي صيد سهل مثل الرجل المفتقد للحب أو الاهتمام أو الدعم النفسي، يلتقيان في الفضاء الإليكتروني فيحكي هذا، ويروي ذاك، وبدلاً من أن يكون اللقاء لخير الناس، ووجه الله، يكون العمل كله من أجل إرضاء الطرف الأخر، وحرصًا على استمرار العلاقة وتطورها، ويكون الكلام كله مسددًا إلى قلب الطرف الآخر ومشاعره، إلى عقله وروحه بتركيز فيأسره أو بالأحرى قد يصرعه، فهل هذا هو مقصد الأخوة؟!
والألعاب التي تحدثت عنها وغيرها لا تخفى على الأذكياء، ولكنهم يمررونها ويتغافلون عن تفاصيلها تلك لتستمر الكلمات المتبادلة المليئة بالتشجيع والإعجاب، والأخوة "الزائفة"،
وأمام الذات يحدث نفس الشيء، فآليات التبرير والتمرير تفعل فعلها في تجاوز الإشارات الحمراء، ولافتات تجاوز السرعة، وتتكفل بإسكات صوت الضمير، أو تجاهل صيحات الواقفين على جانبي الطريق، ولا يسمع الإنسان عندئذ إلا صوت داخله المخمور بلذة التواصل، وحالة النشوة التي يعيشها تحت تأثير المخدر، وطعم الإشباع الكاذب المؤقت البديل عن الواقعي المفتقد، تنقلب أمام عينيه الحقائق، وتصيبه دفاعًا عن تصرفاته نوبة من جنون التبرير، ووهم القدرة والسيطرة فيهتف:"كل شيء تحت التحكم" يظن نفسه يدير التجربة باقتدار، بينما التجربة هي التي تديره فتقلبه وتعيده، وتخفضه وترفعه، وتلعب بمشاعره ومزاجه، وهو لا يرى هذا أو ذاك إنما يشعر بقوة غير عادية، وسيطرة زائدة عن الطبيعي، وهكذا تماماً يفعل الحشيش.
لاجيء عاطفي- عضو اساسي
- عدد المساهمات : 194
تاريخ التسجيل : 11/04/2010
العمر : 41
الموقع : الاردن / عمان / المشيرفة
رد: هل يوجد حب عن طريق النت؟!!
لا يوجد حب عن طريق نت ولا الجوال الحب هو لي يحتفظ فيه الانسان داخله لشخص ما دون تواصل باي شكل من الاشكال بعرف ان هذا الحب نهاية الموت ولكن بمجتمعنا هذا الموجود غالبا ويكنسر قلوبنا دون ان يعرف حدا
الحلا كله- عضو اساسي
- عدد المساهمات : 69
تاريخ التسجيل : 03/05/2011
هل يوجد حب عبر الانترنت؟؟؟؟؟؟
انا اعتقد انه لا اساس من الصحة لوجود حب عبر الانترنت فالحب الحقيقي يتمركز بسرعة خفقان القلب عند رؤية المحبوب
واغلب العلاقات عن طريق الانترنت تكون بمسميات والقاب وحالات اجتماعية مزورة فاين الصدق في هذا الحب
واغلب العلاقات عن طريق الانترنت تكون بمسميات والقاب وحالات اجتماعية مزورة فاين الصدق في هذا الحب
بسام الغثيان السلايطة- المدير العام
- عدد المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 26/09/2010
العمر : 38
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى